موضوع: جائــــــــــزة نوبــــــــــــــــــــــــل الأربعاء يونيو 13, 2007 9:19 pm
يعتبر اسم ألفريد نوبل أحد أشهر الأسماء في العالم كما تعد الجائزة المعروفة باسمه من أقدم الجوائز العالمية وأكثرها شهرة وأكبرها قيمة سواء من حيث قيمتها المادية أو من حيث قيمتها الأدبية والمعنوية
ولد ألفريد نوبل يوم 21/10/1833 في مدينة ستوكهولم عاصمة السويد وكان أبوه "عمانوئيل نوبل" مهندسا مدنيا مختصا بإنشاء الطرق والكباري كما كان مبتكرا ومخترعا، خاصة فيما يمس طرق تدمير الصخور
بعد ان نجح في صنع بارود الديناميت، وفي 1866 سجل الاختراع باسمه. كما نجح في 1875 في صنع اصابع الديناميت المشبعة بالنيترون.
هاجمت الصحافة ألفريد في أوروبا وحملت عليه بشدة وأطلق عليه بعض الصحفيين لقب "صانع الموت" لأنه صنع شهرته وثروته من صناعة المفرقعات التي استخدمت في الحروب على نطاق واسع
وواجه ألفريد هذه الحملات بأن رسم لنفسه صورة ذهنية معاكسة تماما للسائد عنه فقد صور أنه كان يحلم دائما أن يرى نهاية للحروب وأن يعم السلام بين الأمم وزعم أنه كان يرى في الديناميت أملا في رخاء وسعادة البشرية من خلال استخدام الديناميت في حفر المناجم واستخراج الخيرات والثروات الطبيعية من باطن الأرض إلى جانب حفر الأنفاق وشق القنوات وشق الطرق لتسهيل التجارة والاتصالات بين البشر
وفي إطار حملته هذه تعلل بأن الشر الكامن في النفس البشرية هو الذي أدى لاستخدام الديناميت كوسيلة مدمرة من وسائل الحروب واستمر هذا الاتجاه يؤكد أن ألفريد نوبل قد حزن لذلك حزنا شديدا وقرر في أواخر حياته أن يهب بعض ثروته لكل من يسهم في إسعاد ورخاء البشرية
ورغم انتشار هذا التفسير ونجاح أصحابه في جعله قاعدة ومسلّمة فإن ذلك لا يمنعنا من التساؤل حول بدايات ألفريد وتوجهه الدائم نحو التخصص في المفرقعات ولا يمنع هذا الأمر من أن يكون قد ندم بعد ذلك ولكن هل ينفع الندم بعد أن خرج مارد الموت من القمقم؟ وهل تكفي الدولارات لإقناعه بالعودة؟
توفيّ ألفريد نوبل يوم 10/12/1896 في مدينة "سان ريمو" الإيطالية وحيدا لا يجد حوله إلا خدمه، حيث إنه لم يتزوج وقد خلّف وراءه ثروة طائلة قُدرت بحوالي 150 مليون دولار
ولم يوجه نوبل كل ثروته للجائزة كما يشاع ولكن وصيته تضمنت مبالغ معقولة لأقاربه وأصدقائه أما الجانب الأكبر من ثروته فقد أوصى باستثمارها في مشروعات ربحية ويتم من ريعها منح خمس جوائز سنوية لأكثر من أفاد البشرية في خمس مجالات حددها في مجالات: (الكيمياء، الفيزياء، الطب أو الفيسيولوجيا، الأدب والسلام العالمي)
وأوصى بأن تقوم الأكاديمية السويدية للعلوم باختيار الفائز في مجال الكيمياء والفيزياء (الطبيعة) وأن يقوم معهد كارولينسكا بستوكهولم باختيار الفائز في مجال الطب والفسيولوجيا ويقوم البرلمان النرويجي بانتخاب خمسة أشخاص ليختاروا الفائز بجائزة السلام العالمي وقد أوصى نوبل برغبته في أن يكون الاختيار للجوائز نزيها وأن تمنح الجوائز لمن هو أكثر استحقاقًا بها بغض النظر عن جنسية المرشح، سواء كان سويديا أو لم يكن
وقد حدث خلاف وجدل سياسي ومجتمعي وقانوني حول تفسير نصوص وصية ألفريد نوبل واستمر هذا الجدل لمدة خمس سنوات فقد أرادت الحكومة السويدية الضغط على لجنة نوبل المخول لها تنفيذ الوصية لتغيّر الوصية وقصرها على السويديين فقط ولكن اللجنة قررت أن تنفذ الوصية بالحرف دون أي تغيير
بدأ تقديم جوائز نوبل لأول مرة 10/12/1901 في يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل وحسب الوصية التي تركها وحفل تسليم الجوائز يقام في صالة الاحتفالات الموسيقية ستوكهولم والصالة تتسع لألف وثلاثمائة ضيف والضيوف هم عائلات الحاصلين على الجائزة وأفراد العائلة المالكة السويدية والسياسيون والدبلوماسيون وممثلو الحكومة السويدية وأعضاء البرلمان
ويتم توزيع الجوائز في السويد ويشرف ملك السويد بنفسه على تسليمها لأصحابها وذلك في جوائز نوبل في الكيمياء والطبيعة والأدب والطب أما جائزة السلام فيتم تسليمها في قاعة مجلس مدينة أوسلو بالنرويج وفقا لبنود الوصية
وجائزة نوبل عبارة عن مبلغ مالي كبير تضاعفت قيمته من ثلاثين ألف دولار في السنوات الأولى للجائزة ووصلت إلى 700 ألف دولار في أوائل التسعينيات من القرن العشرين في حين بلغت قيمة الجائزة المادية حاليا نحو مليون دولار ويقوم الفائز سواء كان شخصا فرديا أو مجموعة أفراد باستلام قيمة الجائزة من خلال شيك بقيمة الجائزة ويمنح معه ميدالية ذهبية مرسوم عليها صورة ألفريد نوبل وشهادة تقدير
وقد أضيفت جائزة سادسة في الاقتصاد عام 1969 يقوم البنك المركزي السويدي بمنحها ويسدد قيمتها بنفسه بمناسبة مرور 300 عام على تأسيس وإنشاء البنك وتحظى عملية تسليم جائزة نوبل في الاقتصاد لصاحبها بمراسم الاحتفال والتكريم التي يحظى بها من ينال جوائز نوبل في الكيمياء والطب والطبيعة والأدب
ومنذ بداية توزيع الجائزة عام 1901 وحتى عام 2001 أي طوال مدة قرن من الزمان لم يفز بالجائزة مرتين سوى أربعة علماء هم
1- العالمة الفرنسية "ماري كوري" 1903 في الفيزياء مقاسمة مع زوجها "بيير كوري" وعام 1911 في الكيمياء منفردة
2- عالم الكيمياء الأمريكي "ليناس باولنج" في عامي 1954، 1962
3- عالم الفيزياء الأمريكي "جون باردين" في عامي 1956، 1972
4- عالم الكيمياء الإنجليزي "فريدريك سانجر" في عامي 1958، 1980
وخلال عمر جائزة نوبل من 1901 – 2001 فاز المصريين بالجائزة اربع مرات
المرة الأولى في عام 1978 حيث حصل الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحيم بيجن بعد التوصل إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في كامب ديفيد عام 1978
والمرة الثانية في عام 1988 عندما حصل الأديب المصري "نجيب محفوظ" على جائزة نوبل للأدب عن مجمل أعماله الأدبية التي تصوّر واقع الحارة المصرية في القاهرة في فترة ما قبل ثورة يوليو 1952 وما بعدها
والمرة الثالثة فكانت في عام 1999 عندما حصل العالم المصري الأصل الأمريكي الجنسية د. "أحمد زويل" على جائزة نوبل في الكيمياء بعد توصله لاختراع كاميرا أطلق عليها "الفيمتوثانية" والتي تقوم بتصوير عملية التفاعل الكيميائي في أكثر وحدة زمنية وهي جزء واحد على ألف مليون مليون من الثانية الواحدة
والجائزة الاخيرة كانت من نصيب الدكتور محمد البرادعي في السلام عام 2005 مناصفةً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
الجائزة مناصفة في 1904 نال كل من فريدريك ميسترال (فرنسا) وجوزيه ايشغاري، وفي 1917 ــ ك. كيزلروف (الدنمارك) مع مواطنه هــ . بونتوبيدان، وفي 1966 يوسف عجنون (اسرائيل) وجوزيه اسكات من السويد، وفي 1974 ايفند جونسون (السويد) مع هنري مارتينو (السويد) مناصفة.
أدباء رفضوا الجائزة منذ تاريخ جائزة نوبل لم يرفض استلامها الا اثنين هما: بوريس باسترناك (الاتحاد السوفييتي) 1956 وجان بول سارتر (فرنسا) 1964.
أوائل في الجائزة الفيلسوف طاغور من الهند. وأول جائزة لكاتب افريقي فاز بها وايا صونكيا 1986 ، وأول جائزة كانت من نصيب س. بروهوك (فرنسا) ، وكان اول من فاز بها من العالم الثالث. نالها من الكتاب العرب الروائي العربي الكبير نجيب محفوظ في 1988