Admin Admin
عدد الرسائل : 440 تاريخ التسجيل : 23/04/2007
| موضوع: توظيف نعمة الله في سبيل الله السبت يونيو 09, 2007 10:37 pm | |
| قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون ) (النحل:53)
والنعمة هي العطاء الإلهي، والفضل الرباني، والخير يمن به الله على عباده، هبة من عنده سبحانه .
إن الله جل جلاله هو وحده المعطى في الحقيقة ... يعطى الله تبارك وتعالى للعبد كل شىء .. ابتداء من نعمة الخلق من عدم، وانتهاء بنعمة القبول والإدخال في الرحمة وللنعمة أنواع كثيرة منها : نعمة الوجود، الهداية، المال، الصحة، العلم، والتوفيق وغيرها من النعم التي ينعم بها الإنسان، ويتمتع بها في الحياة الدنيا . وهو سبحانه مصدر النعم جميعا، ونعمة الله إما تأتيك عن طريق :
1. مباشر، كنعمة السمع أو نعمة البصر 2. غير مباشر، عن طريق أحد من خلقه .
وهذا هو توحيد النعم، أو توحيد الله سبحانه وتعالى كمنعم، فلا اله إلا هو، ولا منعم على الحقيقة إلا هو جل جلاله .
وهو سبحانه خلقنا من عدم، ولم يبخل علينا بل أمدنا بكل عطاء وقد شاء الله لنا أن نعرف أن لكل شيء صانعا، وهو صانع الإنسان .. وصنعة الله تتجدد، وتكبر، وتتناسل، وتتحرك ولا حدود لإبداع الله في حركة الإنسان .
إننا نتعلم أن كل شيء مهما كان تافها فلابد له من صانع يخلقه، وعلى قدر سمو الصنعة تكون مكانة الصانع تتجمد صناعة الإنسان عند حدود وجودها وتتألق صناعة الله بلا حدود بأمره هو " كن فيكون" . ولا أحد من البشر يملك تلك القدرة " كن فيكون " . ولا أحد من البشر يملك إطلاق الخلق . ولا أحد من البشر يملك قدرة الخلق من عدم .
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الحياة الطيبة لأهل معرفته ومحبته وعبادته فقال تعالى:
( من عمل صلحا من ذكر أو أنثى هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) (النحل: 97)
منح الله الإنسان سيادة الكون، وفضله على كثير ممن خلقه، ووهبه النعم الظاهرة والباطنة، والتي لا تعد ولا تحصى، وبالرغم من ذلك كان هناك من تشغله النعمة، وينشغل بمتاهات الحياة وزخرفها، وينسى واهب النعمة وفضله عليه ..
ولأن الذكرى تنفع المؤمنين ... فلابد أن نذكر ونتذكر دائما أن المتفضل هو الله، والمنعم هو الله، والله وحده هو الذي يمن على العبد بكل الخير والإحسان حبا منه عز وجل، وفضلا منه تعالى
أليس الله أحق بأن نخشاه، ونعترف بنعمته ونثني على فضله ونسبح بحمده، وخير سبيل إلى ذلك أن نوظف ونوجه نعمته في سبيله ولما يرضاه
وتوجيه النعمة في سبيل الله يبلور فضيلة الإحسان، فهو من أكبر الفضائل وأجملها، يتأكد به معنى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.
ولا نقصد بتوجيه النعمة أو الإحسان المال فقط .. فالإحسان نوعان: ظاهري وباطنى .
الظاهري: هو أن تعطى، أما الباطني: هو أن تعرف أن ما تعطيه من ا لله، ولله، فلا تشعر أن لنفسك فضلا وأنت تعطى، وأن تؤمن بأن الله هو المعطى على الحقيقة، الموكل لك في العطاء، سواء كان ما تجود به علما أو مالا أو برا في العقيدة أو العمل أو الخير، وبهذا يكون الإحسان إيمانا يرفع النفس الإنسانية درجات في التكامل والسمو و الرفعة .
والتحدث بنعمة الله شكر، وهو ثمرة من ثمرات التقوى والإيمان، ومن أفضل أنواع الشكر توجيه وتوظيف نعمة الله في سبيل الله .
فالعبادة، والعمل، والمال، والصحة، والعلم، والمركز، وكل ما تنعم به في الحياة الدنيا من نعم لا تعد ولا تحصى هي عطاء الله لك ولا بد من توجيهها في سبيل الله حبا وشكرا له على نعمه، فترتقى بإيمانك إلى درجة من درجات الإحسان، فنفيد وتستفيد، ويعم الخير، وتشعر بآلام الآخرين ومتاعبهم، وتشاركهم أحزانهم وأفراحهم، فيرقى المجتمع ونسعد جميعا بتوجيه نعمة الله في سبيله، ولما يرضاه ويحبه ساعين إلى العمل الصالح، والأفضل دائما في طريق الله ... طريق الخير والحق والعدل، طامعين في ثوابه، وحبه ، ولمسات حنانه، آملين في الحياة الكريمة الآمنة المطمئنة .
| |
|