موضوع: نغمات حياة السلام الثلاثاء مايو 08, 2007 7:45 pm
الحب نبض الوجود، وسر السعادة القلبية . . وأعظم أنواع الحب هو الحب الإلهي . . وحب الله يقود الإنسان إلى أجمل ما في الحياة . . . وإلى أسمى ما في الوجود ، وهو السلام . . السلام مع نفسه . . السلام مع روحه . . السلام مع قلبه وفؤاده وكيانه . . السلام مع جسده . . السلام مع الكائنات والوجود.
ما أجمل هذا السلام . . !
إنها معاهدة السلام العظيم . . عقد معاهدة لبناء سلام مع النفس والروح والقلب والفؤاد والجسد والكيان الإنساني بكامله . . فيمن الله بثمار طيبة ثواباً لهذه المعاهدة الصادقة ، حيث الإحساس بالسلام والحب مع الكائنات والمخلوقات والشعور بالسلام والألفة مع كل ما خلقه الله عز وجل.
والسلام غاية كبرى وقيمة عظيمة لا يقدرها إلا من يشعر بها، ويتفاعل معها ، حيث يسعى إليها محاولاً تحقيقها في نفسه وحياته، مما يجعله يسعى إلى الخير فينتشر السلام في الأرض مع الآخرين.
والهدوء، والسكينة، والأمن النفسي هي مراحل في طريق السلام، ينعم بها الله على الإنسان الذي يسلك طريقه ناشداً رحمته . . طامعاً في حبه وحنانه ورضاه.
ولنقف معاً في تأملات روحانية ، حيث أن السلام اسم من أسماء الله الحسنى . . فلقد سمى الله تعالى نفسه " السلام " . . فمنه سبحانه السلام، وكل سلام في الكون يستمد منه، ويعتمد عليه ، ويرجع إليه. وهو سبحانه واهب السلام . . . . . . . . . . . . . . .
فمنه وحده السلام ، وإليه وحده السلام ، وبه وحده السلام.
إذن فالسلام غاية من الغايات الكبرى، تقود الإنسان إلى الغاية الأسمى وهي القرب من الله.
فلتكن حياتنا هي السلام والحب ولتكن وصيتنا إلى أبنائنا وبناتنا هي السلام والحب ولتكن دعوتنا إلى إخواننا وأخواتنا هي السلام والحب ولنطبع أنفسنا وقلوبنا على السلام والحب حتى إذا جاء أجلنا فلنحرص على أن نفارق الدنيا بسلام وحب، ونسلم الراية إلى غيرنا لاستكمال المشوار والسلام يملؤنا، والحب يغمرنا ، طامعين في رحمة الله ناشدين القرب منه وحده لا يشغلنا شيء سواه.
فبالسلام والحب تقتلع الأحقاد من النفوس وبالسلام والحب تشفى القلوب وبالسلام والحب تدمّر جذور الشر والآثام وبالسلام والحب تنبت بذور الأمن والاطمئنان فتحصد ثمار الخير والصلاح والرخاء. وبالسلام والحب يشعر الكيان الإنساني كله بألفة ومودة مع الكائنات والوجود.
يحس بأن هناك حياة مشتركة بينه وبين الكون كله . . هناك تجاوب مع جميع الكائنات والمخلوقات .. يفهمون لغة بعضهم البعض .. يتغنون سوياً بالحب والسلام شاكرين حامدين فضل الله ، ونعمة الله إنها نغمات راقية . . نغمات عظيمة نغمات حية نابضة بالحب . . أنها نغمات حياة السلام . .
وما أحوجنا في هذه الأيام إلى أن نحيا في ظلال نغمات حياة السلام بعد أن أصبح القلق يدمر حياتنا ، والشعور بالضياع وعدم الأمان يضلِّل طريقنا، ولن ينجينا إلا حب الله فنشعر بالسلام والاستقرار، فنتذوق حلاوة نغمات حياة السلام ، حيث نحيا بها ولها، ونعمل مخلصين لله وحده، ندعو غيرنا إلى الاشتراك معنا في دعوة الحب والسلام . . فنقيم معاً برج القيم، ونشيِّد عمارة الفضيلة، ونزرع سنابل الخير ونضيء شموع الحب للآخرين، ونتعاون لنكون صحوة نابضة للضمائر الغافلة، وبلسماً شافياً للمجروحين، ورحمة هادية للنفوس المريضة، ومصباحاً منيراً لفاقدي الطريق . . . . . . . . . . . . وبذلك نسعد جميعاً وننعم بنغمات حياة السلام.