منتدى الليل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الليل

كل ما هو جميل فى الانترنت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النفس الأمارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد الرسائل : 440
تاريخ التسجيل : 23/04/2007

النفس الأمارة Empty
مُساهمةموضوع: النفس الأمارة   النفس الأمارة Icon_minitimeالسبت يونيو 09, 2007 10:33 pm

النفس الأمارة هي النفس المذمومة التي تأمر بكل سوء وهذا من طبيعتها إلا إذا وفقها الله وثبتها وأعانها في التخلص من شرورها وآثامها وابتعدت عن الضلالات وسارت في طريق الله، وهى المذكورة في قوله تعالى، وفيما أوردته امرأة العزيز عن نفسها:

]وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى إن ربى غفورٌ رحيمٌ[ {سورة يوسف 53}

وطبيعة النفس الأمارة هي التغيير والتقلب ، التلوين والميل إلى حظوظها والركون إلى أهوائها وحب الشهوات والغضب عند ضياع اللذات.

وللنفس الأمارة حالتين (حالة بلاء وحالة عافية)
فإذا كانت في حالة بلاء فالجزع دثارها والشكوى لباسها والسخط والاعتراض منهجها فلا صبر لها ولا رضا ولا موافقة.

أما إذا كانت في عافية فان هذه النفس تتصف بالشره والبطر وإتباع الهوى والشهوات وكلما تحققت لها لذة طلبت أخرى واستحقرت ما عندها من النعم ( من مأكل، مشرب، ملبس... الخ).

وتخرج النفس الأمارة لكل نعمة من هذه النعم عيوبا ونقصا وتطلب أبدا أعلى منها وأسمى مما لم يقسم لها وتعرض عما قسم لها فتوقع الإنسان في كفر شديد وتعب طويل ولا ترضى بما في يدها فترتكب الحماقات وتخوض المهالك وتحيا في غم شديد وتعب طويل لا غاية له ولا نهاية.

وقد قيل أن أشد العقوبات للنفس طلب مالا يقسم لها وإذا كانت في بلاء تتمنى أن ينكشف عنها ذلك البلاء وتنسى كل نعيم وشهوة ولذة فلا تطلب شيئا سوى العافية والسلامة فإذا ما عوفيت رجعت إلى رعونتها وشرهها وبطرها ونسيت بلاءها وابتلاءها وأعرضت عن طاعة الله وانهمكت في معصية الله ثم ترد إلى بلاء أشد مما كانت عليه بسبب ما اقترفته من آثام وارتكبت من كبائر وعصيان وبهذا تكف هذه النفس عن المعاصي وتطلب العافية ولكن العافية لا تصلح لها والنعمة لا تقنع لحياتها بل أن حفظها في البلاء والبؤس والشقاء أفضل.

فلو أحسنت هذه النفس الأدب ولازمت الطاعة والشكر والرضا بما قسم لها لكان خيرا لها في الدنيا والآخرة ولوجدت زيادة في النعيم والعافية والرضا من الله عز وجل وفي الحقيقة أن النفس الإنسانية التي يطلق عليها اسم النفس الأمارة إنما تختلف في طبيعتها عن النفس المطمئنة ولكي تحظى بمراتب النفس المطمئنة يتحتم عليها أن تحدث تغييرا في عادتها وطباعها وأخلاقها عن طريق قيم عليا جديدة تقتدي بها وتسير على مبادئها ولكي تفعل ذلك يجب أن تتكلف في أول الأمر هذه الأفعال.

والتكلف إنما هو أصعب رحلة في صراعات النفس على الإطلاق - حيث أنه يخالف هوى النفس ولا يتفق مع حظوظها وهواها ، لأنه عملية تخلية وتحلية، تخلية عن الأوصاف المذمومة، وتحلية بالأوصاف المحمودة، فالتكلف إذن تغيير جذري في عادات الإنسان وطبائعه التي جبل عليها بل هو رفض للركون إلى هوى النفس ومناداة بلذات بعيدة بدل إشباع لذات قريبة فيها الإثم والضياع والدمار.

إن الشر يكمن في النفس البشرية، ويوجهها إلى سيئات الأعمال، فإذا خلا الله بين العبد وبين نفسه انحرف الإنسان وأطاع هواه ووقع في الآثام والشرور، أما إذا وفقه الله وأعانه ونجاه من نفسه الأمارة فان صاحبها ينزع إلى صالحات الأعمال ويرتضى درجات الهدى والطاعة، وهنا تسمى النفس بالنفس اللوامة فإذا اعترضت النفس على الأفعال الخبيثة والأعمال الشيطانية، فان ذلك يدخل في باب المجاهدة حيث تتجنب الأهواء وتبتعد عن مهاوي الضلالة وتنبذ مسالك الأنانية والشرور.

وهنا ترتقي النفس وتتسامى لان حالها الدائم هو الندم على ما اقترفته من الآثام والشرور فتدأب على البعد عن المخالفات وتنشغل باللوم عند اقتراف السيئات حتى يصبح هذا الحال ملازما لها ثابتا لديها بمثابة مقام لها ومنزلة تنزل بها - فضلا من الله ومنة وتلك هي النفس اللوامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hema.niceboard.com
 
النفس الأمارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الليل :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: